من الأمراء، وقبض على سودون هذا بعد أن قلعت عينه، وسجنه شيخ إلى أن تجرّد الملك النّاصر إلى الشّام أخذه وعاد به إلى مصر، وطلب القضاة وأثبت عندهم إراقة دمه لقتله إنسانا ظلما. فقتل فى شهر ربيع الآخر، وقتل معه دواداره بربغا، وسودون الحمزاوى هذا هو أستاذ الأمير قانى باى الحمزاوى نائب دمشق الآن.
ثمّ قتل السلطان جماعة من الأمراء ممن كان قبض عليهم وهم:
الأمير آقبردى، والأمير جمق، والأمير أسنباى التركمانى، والأمير أسنباى أمير آخور، وقد تقدّم ذكر قتل الجميع فى ترجمة الملك الناصر غير أنّنا نذكرهم هنا ثانيا كون هذا المحل مظنّة الكشف عن ذلك.
وتوفّى الأمير سيف الدين منطوق نائب قلعة دمشق- قتيلا- وسبب قتله أنّ الملك الناصر لمّا أمسك شيخا ويشبك وحبسهما عنده بقلعة دمشق أطلقهما ونزل الجميع إلى مدينة دمشق؛ فاختفى شيخ بالمدينة وخرج منطوق هذا ويشبك، فندب إليهم الملك الناصر الأمير بيغوت، فلحق بيغوت منطوقا هذا لثقل بدنه، وفر يشبك، فقطع بيغوت رأسه وحمله إلى الملك الناصر.
وفيها أيضا قتل الأتابك يشبك الشّعبانىّ، والأمير جركس القاسمىّ المصارع، قتلهما الأمير نوروز الحافظىّ على بعلبكّ فى شهر ربيع الآخر، وقد مرّ كيفيّة قتلهما مفصّلا فى ترجمة الملك النّاصر فلا حاجة للتكرار هنا ثانيا، وكلّ منهما قد مرّ ذكره فى ترجمة الملك النّاصر فى غير موضع، وأيضا ففى شهرتهما ما يغنى عن ذكرهما- انتهى.
أمر النّيل فى هذه السنة: الماء القديم ثلاثة أذرع ونصف، مبلغ الزّيادة تسعة عشر ذراعا وعشرة أصابع.