وتوفّى الأمير ناصر الدين محمد ابن الأمير جمال الدين محمود الأستادار- فتيلا- بالقاهرة، وكان من جملة أمراء الطبلخانات فى حياة والده، وولى نيابة الإسكندريّة، ثمّ نكب مع والده، وصودر، وأطلق بعد مدّة إلى أن اختفى بعد واقعة على باى لأمر أوجب ذلك، وهرب إلى الشّام، وأقام به مدّة، ثمّ قدم إلى القاهرة متنكّرا، فدلّ عليه فأخذ وقتل، وكان غير مشكور السّيرة.
وتوفّى الأمير سيف الدين سودون بن عبد الله الحمزاوى «٢» الظاهرى الدّوادار الكبير بسيف الشّرع بالقاهرة، وكان أصله من مماليك الملك الظّاهر برقوق وخاصكيته، ثمّ ترّقى بعد موته إلى أن ولى نيابة صفد بعد أمور وقعت له بمصر، فدام بصفد مدّة إلى أن طلب إلى مصر. واستقرّ خازندارا، ثمّ شادّ الشراب خاناة، ثمّ صار دوادارا كبيرا بعد خروج الملك النّاصر فرج من بيته وعوده إلى الملك، عوضا عن سودون الماردانى، ودام على ذلك إلى أن خرج الملك الناصر إلى البلاد الشّامية وعاد، فتخلف عنه سودون الحمزاوى هذا مغاضبا له.
ودام بالبلاد الشّاميّة إلى أن قدم غزّة هو وجماعة من الأمراء وطرقهم الأمير شيخ المحمودىّ فواقعوه فقتل إينال باى بن قجماس وغيره