للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهو ممّن قتله جمال الدّين الأستادار، وكان يلبغا المذكور له همّة عالية، ومعرفة تامّة، وعقل وتدبير مع دين وعبادة هائلة، وعفّة عن المنكرات والفروج، وقد ولى الأستاداريّة غير مرّة، ونفذ الأمور على أعظم وجه وأتمّ حرمة حسبما تقدّم ذكره.

وتوفّى الأمير سيف الدّين بشباى بن عبد الله من باكى الظّاهرىّ «١» رأس نوبة النّوب فى ليلة الأربعاء رابع عشرين جمادى الآخرة، ودفن بالقرافة، وهو أحد أعيان المماليك الظّاهريّة الخاصّكيّة، وترقّى من بعده إلى أن صار حاجبا بدمشق، ثمّ حاجبا ثانيا بمصر، ثمّ ولى حجوبيّة الحجّاب بها، ثمّ نقل إلى رأس نوبة النّوب، وكان من أعيان الأمراء وأكابر المماليك الظّاهرية، غير أنّ المقريزىّ لمّا ذكر وفاته قال: وكان ظالما غشوما غير مشكور السّيرة- انتهى.

وتوفّى الأمير سيف الدين أرسطاى بن عبد الله [الظاهرى] «٢» رأس نوبة النّوب- كان- ثمّ نائب إسكندريّة بها، فى نصف شهر ربيع الآخر، وكان جليل القدر، عاقلا سيوسا، طالت أيّامه فى السعادة إلّا أنه كان يرتفع ثمّ ينحطّ، وقع له ذلك غير مرّة.

وتوفّى الأمير الكبير ركن الدين بيبرس بن عبد الله «٣» ، وابن أخت الملك الظّاهر برقوق- قتيلا- بسجن الإسكندريّة، وقتل معه الأمير سودون الماردانىّ الدّوادار الكبير، والأمير بيغوت نائب الشّام- كان- وقد مرّ من ذكر هؤلاء الثّلاثة نبذة كبيرة تعرف منها أحوالهم لا سيّما عند خلع الملك النّاصر فرج وسلطنة أخيه المنصور عبد العزيز.