ثمّ قدم القاهرة، وتزوّج بابنة قاضى القضاة موفّق الدين عبد الله الحنبلىّ، وباشر توقيع الحكم مدّة طويلة.
ثمّ ناب فى الحكم عن القضاة بالقاهرة دهرا، وعلا سنّه، وعرف بالديانة والصّيانة، إلى أن طلبه الملك الظاهر برقوق فى يوم الخميس ثالث عشرين جمادى الأولى سنة تسع وتسعين وسبعمائه على حين غفلة، وفوّض إليه قضاء القضاة الشافعية عوضا عن المناوىّ بحكم عزله.
ودام فى القضاء حتى صرف أيضا بالمناوىّ فى شهر رجب سنة إحدى وثمانمائة، فلزم المذكور داره، وترك ركوب البغلة وصار يمشى فى الطّرقات، وطرح الاحتشام إلى أن مات- رحمه الله- ودفن بتربة الصّوفيّة خارج القاهرة.
وتوفّى ملك الروم سليمان بن أبى يزيد بن عثمان «١» - مقتولا- وملك بعده أخوه موسى الجزيرة الرّومية وأعمالها؛ وملك محمد بن عثمان العزبة «٢» الخضراء وأعمالها، ويقال لها بالرّومية برصا.
وتوفّى الأمير زين الدين قراجا بن عبد الله الظاهرىّ «٣» الدوادار الكبير بمنزلة الصالحية- متوجّها مع السّلطان الملك الناصر إلى دمشق- فى يوم الأربعاء ثالث عشر شهر ربيع الآخر، ودفن بها، وكان أصله من خاصّكيّة الملك الظاهر برقوق، ثمّ صار بجمقدارا «٤» ، وعرف بقراجا البجمقدار.
ثمّ تأمّر فى الدولة الناصرية- فرج- وترقّى حتى صار شاد الشّراب خاناة.