وسار أمير المؤمنين بعساكره إلى قريب المصلّي «١» ، ثمّ عاد ونزل بمكانه.
ثمّ أمر فنودى بذلك أيضا فى الناحية الشّرقية من دمشق، وعند سماع هذه المناداة انحلّت أهل دمشق عن الملك الناصر، وخافوا عاقبة مخالفة أمير المؤمنين فى الدنيا والآخرة.
ثمّ كتب أمير المؤمنين إلى أمراء مصر باجتماع الكلمة على طاعته، وأنّه خلع الملك الناصر من الملك وتسلطن عوضه، وأنّه أبطل المكوس والمظالم من سائر أعماله، وبعث بذلك على يد الأمير كزل العجمىّ.
ثمّ مات الأمير سكب الدّوادار الثانى من سهم أصابه، وكان ممّن خامر على الملك الناصر وأتى الأمراء فى واقعة اللجّون.
ثمّ خلع أمير المؤمنين على القاضى شهاب الدين أحمد الباعونىّ، واستقرّ به قاضى قضاة الشّافعية بالدّيار المصرية عوضا عن قاضى القضاة جلال الدين عبد الرحمن البلقينىّ؛ بحكم تخلّفه بمدينة دمشق عند الملك الناصر فرج، هذا كلّه والقتال عمّال فى كل يوم، والجراحات فاشية فى عسكر الأمراء من عظم الرّمى عليهم من أسوار المدينة من الناصريّة.
ومات الأمير يشبك [بن عبد الله] العثمانىّ [الظاهرى]«٢» أيضا خارج دمشق من سهم أصابه فى يوم الجمعة أوّل صفر، وصلّى عليه الأمير شيخ المحمودى.
وأمّا الملك الناصر، فهو مع هذا كلّه يفرّق الأموال، ويستدعى المقاتلة ويستحثّهم على نصرته.
وخلع على فخر الدين ماجد بن المزوّق ناظر الإسطبل باستقراره فى كتابة سرّ مصر عوضا عن فتح الله.