عن إمرة المدينة وولاها لإسحاق بن سليمان بن علي العباسي. وفيها فوض الرشيد أمور الخلافة إلى يحيى بن خالد بن برمك وقال له: قد قلدتك أمور الرعية وأخرجتها من عنقي فول من رأيت وافعل ما تراه، وسلم إليه خاتم الخلافة وكان الهادي قد حجر على أمه الخيزران فردها الرشيد إلى ما كانت عليه وزادها، فكان يحيى بن خالد يشاورها في الأمور. وفيها فرق الرشيد في أعمامه وأهله أموالاً لم يفرقها أحد من الخلفاء قبله. وفيها خرج من الطالبيين إبراهيم بن إسماعيل ويقال له طباطبا؛ وخرج أيضاً على الرشيد علي بن الحسن بن إبراهيم بن عبد الله بن الحسن. وفيها حج الرشيد ماشيا كان يمشي على اللبود، كانت تبسط له من منزلة إلى منزلة؛ وسبب حجه ماشياً أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فقال له: يا هارون، إن هذا الأمر صائر إليك فحج ماشياً، واغز «١» ووسع على أهل الحرمين. فأنفق فيهم الرشيد أموالاً عظيمة ولم يحج خليفة قبله ولا بعده ماشياً رحمه الله، ولقد كان من أحاسن «٢» الخلفاء. وفيها توفيت جوهرة العابدة «٣» الزاهدة زوجة أبي عبد الله البراثي الزاهد، كان زوجها أبو عبد الله منقطعا بقرية براثى غربي بغداد. وفيها توفى فتح بن محمد ابن وشاح أبو محمد الأزدي الموصلي الزاهد العابد، كان صاحب كرامات وأحوال.
الذين ذكر الذهبي وفاتهم في هذه السنة، قال: وتوفي إسحاق بن سعيد بن عمرو الأموي، وعبد الله بن جعفر المخرمي المدني، وجرير بن حازم البصرىّ، والربيع ابن يونس الحاجب، وسعيد بن حسين الأزدي، وعبد الله بن المسيب أبو السوار المدني- بمصر يروي عن عكرمة-، وعبد الله بن المؤمل المخزومي، وعبد الله