نائب الشام فى إقامته عليها، وأردفه بآلات الحصار والصّنّاع من الزّردخاناه السلطانية، وعاد السلطان إلى مخيّمه فوصل إليه فى تلك الليلة مفاتيح قلعة خندروس من مضافات درندة، ثم ركب السلطان من الغد وبات على سطح العقبة المطلّة على درندة، فلما أصبح ركب بعساكره وعليهم السلاح، ونزل بمخيّمه على قلعة درندة وهى فى شدّة من قوة الحصار، فلما رأى من بها أن السلطان نزل عليهم طلبوا الأمان فأمّنهم ونزلوا بكرة يوم الجمعة، وفيهم داود ابن الأمير محمد بن قرمان، فألبسه السلطان تشريفا، وأركبه فرسا بقماش ذهب، وخلع على جماعته، واستولى السلطان على القلعة، وخلع على الأمير ألطنبغا الجكمىّ أحد رءوس النّوب باستقراره فى نيابة درندة، وأنعم عليه بأربعة آلاف دينار غير السلاح، وخلع على الأمير منكلى بغا الأرغون شاوى أحد أمراء الطّبلخانات بالديار المصرية بنيابة ملطية ودوركى، وأنعم عليه بخمسة آلاف دينار، ثم طلع السلطان إلى قلعة درندة وأحاط بها علما، ثم أرتحل عنها بعد أن مهّد البلاد التى استولى عليها، وعمل مصالحها، وسار حتى نزل على النّهر من غربى أبلستين بنحو مرحلة، فأقام هناك أربعة أيام ليمكّن كلّ من ولى نيابة على عمله ورجوع أهل بلده إليه، ثم رحل ونزل على أبلستين يريد التوجّه إلى بهسنا وكختا وكركر، وأعاد من هناك حمزة بن على بك بن دلغادر إلى أبيه، وجهّز له راية حمراء من الكمخا «١» الإسكندرانى، ونفقة وطبلخاناه.
وكان الأمير آقباى سار إلى بهسنا فقدم الخبر على السلطان من الأمير آقباى بأنه كتب إلى الأمير طغرق بن داود بن إبراهيم بن دلغادر المقيم بقلعة بهسنا يرغّبه فى الطاعة، ويدعوه إلى الحضور إلى الحضرة الشريفة، فاعتذر من حضوره بخوفه على نفسه، فما زال به حتى سلّم القلعة وحضر إليه، فلما كان سادس عشر جمادى الآخرة