وفى يوم الاثنين سادس عشرينه خلع على أرغون شاه النّوروزىّ الأعور باستقراره وزيرا عوضا عن فخر الدين بن أبى الفرج، وخلع على فخر الدين المذكور خلعة الاستمرار على وظيفة الأستادارية فقط، وأن يكون مشير الدّولة.
وأما هدية «١» فخر الدين بن أبى الفرج المذكور التى وعدنا بذكرها «٢» عندما قدم السلطان إلى الديار المصرية بلغت أربعمائة ألف دينار عينا، وثمانية عشر ألف أردب غلّة وما وفّره من ديوان المفرد ثمانين ألف دينار، وما جباه من النواحى- قبليا وبحريا- مائتى ألف دينار، ومن إقطاعه ثلاثين ألف دينار، وذلك سوى مائتى ألف دينار حملها إلى السلطان وهو بالبلاد الشّاميّة.
ولما كان يوم الأربعاء سادس ذى القعدة قدم على السلطان الخبر من الأمير تنبك العلائى ميق نائب الشام بأنه فى ليلة السبت رابع عشرين شوّال خرج الأمير آقباى نائب الشام- كان- من سجنه بقلعة دمشق وأفرج عمن كان بها من المسجونين، وهجم بهم آقباى على نائب قلعة دمشق فهرب نائب القلعة، ونزل إلى المدينة، وخرج آقباى فى أثره إلى باب الجديد بمن معه فسمع الأمير تنبك الضّجّة فركب بمماليكه، وأدرك نائب القلعة، وركبت عساكر دمشق فى الحال، فأغلق آقباى باب قلعة دمشق، وامتنع بها بمن معه، وأن تنبك مقيم على حصار القلعة، فتشوّش السلطان لذلك، وكتب إلى تنبك المذكور بالجدّ فى أخذه، فقدم من الغد أيضا كتاب الأمير تنبك ميق بأن آقباى استمرّ بالقلعة إلى ليلة الاثنين سادس عشرين شوّال، ثم نزل منها بقرب باب الجديد ومشى فى نهر بردى «٣» إلى طاحون بباب الفرج فاختفى به، فقبض عليه «٤» هناك وعلى طائفة معه، وتسحّب طائفة، فكتب جواب تنبك بأن يعاقب