ثم فى يوم السبت رابع صفر وسّط السلطان قرقماس الذي كان متولى كختا، ووسّط معه أيضا خمسة عشر رجلا من أصحابه خارج باب النصر، وكانوا فيمن أحضرهم السلطان معه من البلاد الشامية- لما قدم من السّفر- فى الحديد.
ثم فى سادس صفر المذكور ركب السلطان متخفّفا ومعه ولده الصّارمى إبراهيم فى نفر يسير ونزل بجامعه عند باب زويلة، ثم توجّه منه إلى بيت فخر الدين بن أبى الفرج الأستادار فأكل عنده السّماط، ثم قدّم له فخر الدين خمسة آلاف دينار، ثم ركب من بيت فخر الدين المذكور وتوجه إلى بيت الصاحب بدر الدين حسن بن نصر الله ناظر الخاص ونزل عنده، فقدّم له ثلاثة آلاف دينار، وعرض عليه خزانة الخاصّ، فأنعم منها السلطان على ولده إبراهيم وعلى من معه من الأمراء بعدّة ثياب حرير وفرو سمّور، ثم ركب السلطان وعاد إلى القلعة.
ثم فى ثانى عشرينة ركب السلطان ونزل من القلعة لعيادة الأمير الكبير ألطنبغا القرمشىّ من وعك كان حصل له، ثم ركب من عنده وتوجّه إلى بيت الأمير جقمق الدّوادار، فنزل عنده «١» وأقام يومه كله، وعاد من آخر النهار إلى القلعة على حالة «٢» غير مرضية من شدّة السّكر.
ثم فى ثامن عشرين شهر ربيع الأول قدم الأمير بردبك الخليلى نائب طرابلس إلى القاهرة بطلب لشكوى أهل طرابلس عليه لسوء سيرته.
وعاود السلطان ألم رجله، وانقطع عن الخدمة ولزم الفراش، وقبض على الأمير الوزير أرغون شاه النّوروزىّ الأعور، وعلى الأمير آقبغا شيطان والى القاهرة وسلّمها إلى فخر الدين بن أبى الفرج ليصادرهما، ثم خلع السلطان على الأمير بردبك نائب طرابلس باستقراره فى نيابة صفد، واستقر عوضه فى نيابة طرابلس الأمير