ذكره، وأن يشبك نائب حلب مقيم بالميدان وعنده نحو مائة وأربعين فارسا، وقد خلت حلب من أهلها إلا من التجأ لقلعتها، وأن يشبك بينما هو فى الميدان جاءه الخبر أن عسكر قرا يوسف قد أدركه فركب قبيل الفجر من الميدان وإذا بمقدّمتهم على وطاة بابلّة «١» فواقعهم يشبك بمن معه حتى هزمهم وقتل وأسر جماعة، فأخبروه أنهم جاءوا للكشف لخبر قرايلك، وأن قرا يوسف بعين تاب، فعاد يشبك وتوجّه إلى سرمين، فلمّا بلغ قرا يوسف هزيمة عسكره كتب إلى يشبك نائب حلب يعتذر عن نزوله بعين تاب، وأنّه ما قصد إلا قرايلك، فبعث إليه يشبك صاروخان مهمندار «٢» حلب، فلقيه على جانب الفرات وقد جازت عساكره الفرات، وهو على نيّة الجواز، فأكرمه قرا يوسف واعتذر إليه ثانيا عن وصوله إلى عين تاب، وحلف له أنه لم يقصد دخول الشّام، وأعاده بهدية للنائب، فهدأ ما بالناس بحلب، وسرّ السلطان أيضا بهذا الخبر.
وكان سبب حركة قرا يوسف أن قرا يلك المذكور فى أوائل شعبان هذا نزل على مدينة ماردين «٣» - وهى داخلة فى حكم قرا يوسف- فأوقع بأهلها وأسرف فى قتلهم وسبى أولادهم ونسائهم، وباع الأولاد كلّ صغير بدرهمين، وحرق المدينة ونهبها، ثم رجع إلى آمد، فلما بلغ قرا يوسف الخبر غضب من ذلك وسار ومعه الأمراء الذين تسحّبوا من واقعة قانى باى مثل الأمير سودون من عبد الرحمن، وطرباى، وتنبك البجاسىّ، ويشبك الجكمى وغيرهم، يريدون أخذ الثأر من قرايلك حتى نزل آمد ثم رحل عنها يريد قرايلك، فسار قرايلك إلى جهة البلاد الحلبيّة، فسار خلفه قرا يوسف حتى قطع الفرات ووقع ما حكيناه.
ثم فى خامس شهر رمضان المذكور نودى فى أجناد الحلقة بالعرض على السلطان