للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الذي بخلاف ذلك فسدّ بمن شئت وول من كان- بالبذل- ولو كان حارس مقات] «١» ولهذا المقتضى ذهبت الفنون، واضمحلّت الفضائل، وسعى الناس فى جمع المال حيث علموا أن الرّتب صارت معذوقة بالباذل «٢» لا بالفاضل، وهذا على مذهب من قال:-[الكامل]

المال يستر كلّ عيب فى الفتى ... والمال برفع كلّ وغد ساقط

فعليك بالأموال فاقصد جمعها ... واضرب بكتب الفضل بطن الحائط

- انتهى.

ثم كتب السلطان باستقرار الأمير آقبغا التّمرازى أمير مجلس فى نيابة الإسكندرية «٣» عوضا عن الأمير أسندمر النّورىّ الظاهرى برقوق، وقدم أسندمر [المذكور] «٤» من الإسكندرية إلى القاهرة فى رابع عشر شوال وقبّل الأرض، ونزل إلى داره، وكان بيده إمرة مائة وتقدمة [ألف] «٥» زيادة على نيابة الإسكندرية، وبعد نزوله أرسل السلطان خلف السّيفى يلخجا من مامش السّاقى الناصرىّ وأمره أن يأخذ الأمير أسندمر هذا ويتوجّه به إلى ثغر دمياط بطّالا، وكان ذنب أسندمر المذكور تفريطه فى أمر جانى بك الصّوفى حتى فرّ من سجنه، ولولا أن أسندمر المذكور كان من أغوات الملك الأشرف المذكور ومن أكابر إنّيّات الأمير چاركس القاسمىّ المصارع لكان له معه شأن آخر.

ثم فى تاسع عشر شوّال خرج محمل الحاج صحبة أمير الحاج الطّواشى افتخار الدين ياقوت الأرغون شاوىّ الحبشى مقدم المماليك السلطانيّة، وهذه ثانى سفرة سافرها