وأهلّ شهر ربيع الأوّل، ففى ليلة الجمعة رابعه عمل السلطان المولد النبوىّ بالحوش من قلعة الجبل.
ثم فى يوم السبت حادى عشرينه أفرج السلطان عن جينوس متملّك قبرس من سجنه بقلعة الجبل، وخلع عليه، وأركبه فرسا بسرج ذهب وكنبوش زركش، ونزل إلى القاهرة فى موكب، وأقام بدار أعدّت له، وقد استقرّ أركماس المؤيّدى المعروف بفرعون مسفّره، وصار يركب من منزله المذكور ويمرّ بشوارع القاهرة ويزور كنائس النّصارى ومعابدهم، ويتوجّه إلى حيث اختار من غير حجر عليه، بعد أن أجرى السلطان عليه من الرّواتب ما يقوم به وبمن فى خدمته، هذا والخدم تأتيه من النصارى والكتّاب والقناصلة، وحضرت أنا معه فى مجلس فرأيت له ذوقا ومعرفة عرفت منه بالحدس كونه لا يعرف باللغة العربية.
ولما كان يوم الخميس سابع جمادى الأولى خلع السلطان على الأمير جرباش الكريمىّ قاشق أمير مجلس باستقراره فى نيابة طرابلس عوضا عن الأمير قصروه من تمراز بحكم انتقال قصروه إلى نيابة حلب، عوضا عن جار قطلو بحكم عزل جار قطلو وقدومه إلى القاهرة.
وفيه قدم رسول صاحب رودس «١» الفرنجىّ فأركب فرسا وفى صدره صليب وأطلع إلى القلعة، وقبّل الأرض بين يدى السلطان وسأل عن مرسله صاحب رودس أنه طلب الأمان، وأنه يسأل أن يعفى من تجهيز العساكر [الإسلامية]«٢» إليه، وأن يقوم للسلطان بما يطلبه منه، وكان السلطان تكلّم قبل تاريخه فى غزوة رودس المذكورة.