سنين قبل ذلك، ومع هذا كله لم ينتج أمره لعدم فضيلته، فإنه كان يظهر من قراءته للقصص ألفاظ عامّيّة، وبالجملة فإنه كان غير أهل لهذه الوظيفة- انتهى.
ثم فى يوم السبت رابع عشرين شوّال «١» قدم المماليك السلطانية من تجريدة الرّها إلى القاهرة، وكانوا من يوم ذاك بمدينة حلب، وتخلفت الأمراء بها.
ثم فى يوم الاثنين ثالث ذى القعدة خلع السلطان على الصاحب كريم الدين عبد الكريم بن كاتب المناخ باستقراره أستادارا مضافا إلى الوزر عوضا عن آقبغا الجمالى بحكم عجز آقبغا عن القيام بالكلف السلطانية.
ثم فى سادس ذى القعدة أمسك السلطان آقبغا المذكور وأهين وعوقب على المال، فحمل جملة، ثم أفرج عنه واستقرّ كاشفا للجسور بعد أيام.
وفى يوم الثلاثاء ثامن عشر ذى القعدة أيضا- ويوافقه خامس عشر مسرى- أو فى النيل ستّة عشر ذراعا فركب السلطان الملك الأشرف من قلعة الجبل ونزل حتى خلّق المقياس وعاد فتح خليج السّدّ «٢» على العادة ولم يركب لذلك منذ تسلطن إلا فى هذه السنة.
ثم فى ليلة السبت «٣» خامس عشر ذى القعدة ظهر للحاج المصرى وهم سائرون من جهة البحر المالح كوكب يرتفع ويعظم ثم تفرع «٤» منه شرر كبار ثم اجتمع، فلما أصبحوا اشتدّ عليهم الحرّ فهلك من مشاة الحاج ثم من الركبان عالم كبير، وهلك أيضا من جمالهم وحميرهم عدّة كبيرة، كل ذلك من شدة الحرّ والعطش، وهلك أيضا فى بعض أودية الينبع جميع ما كان فيه من الإبل والغنم.
ثم فى يوم الثلاثاء ثامن ذى الحجة ركب السلطان من قلعة الجبل ونزل إلى بيت