عساكره وساقوا «١» حتى لحقوا بمن تقدمهم وقاتلوا القرايلكية، وهم من تقدم ذكرهم ممن قتل من أمراء دمشق.
ولما أن بلغ من معنا من الأمراء المصريين ما وقع لجماعتنا، ساقوا أيضا حتى وافى «٢» جماعة منهم العسكر السلطانى، فعند ذلك تراجع القوم وكروا على القرايلكية وهزموهم «٣» أقبح هزيمة، وتعلق قرايلك بقلعة أرقنين وتحصّن بها، ونهبت عساكره وتمزقوا كل ممزق. ثم عدنا إلى جهة الوطاق بآمد فى آخر النهار المذكور على أقبح وجه ممن باشر القتال، وهم القليل، وأما غالب [٩] العسكر فلم ير القتال بعينه.
وصار الأمير أزبك جحا «٤» بين يدى السلطان يثنى «٥» على التركمان والعربان، ويقول:«يا مولانا هؤلاء هم العسكر الذي ينتصر الملوك بهم لا غيرهم» ؛ فعظم ذلك على طائفة من المماليك إلى الغاية، وشنعوا القالة فيه لكونه تكلم الحق، ومن يومئذ تحقق السلطان ما قيل عن جارقطلوا من تقاعده عن قتال قرايلك، وأكثر أهل آمد من هذا اليوم الدعاء للأمير جارقطلو المذكور من أعلى السور، حتى خرجوا عن الحد، فلم يدر الناس هل كان ذلك مكيدة من مكايد قرايلك ليوقع الخلف «٦» بين العسكر بسبب ذلك، أم كان ذلك عن حقيقة «٧» ، والله أعلم.