للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم بلغ السلطان أن قرا يلك نزل من قلعة أرقنين «١» بجماعة من عساكره، يريد أن يكبس على السلطان فى الليل أو يتوجه بهم إلى حلب. فندب السلطان جماعة من الأمراء والمماليك فى عمل اليزك «٢» بالنوبة، فى كل ليلة لحفظ العساكر؛ ثم رسم السلطان للأمير قطلو نائب الشام بالتوجه لقرايلك بقلعة أرقنين، وندب معه جماعة من النواب والأمراء والعساكر المصرية- وكنت أنا معهم- فخرجنا من الوطاق السلطانى فى الليل بجموع كثيرة، وجددنا «٣» فى السير حتى وافينا قرايلك وهو بمخيمه تحت قلعة أرقنين بين الظهر والعصر، وكان غالب العسكر قد تخلف بعدنا، فتقدم بعض العسكر السلطانى من التركمان والعربان، ومثل الأمير مقبل الحسامى نائب صفد وآقبغا الجمالى المعزول عن الأستادارية وجماعة أخر من الأعيان من أمراء مصر والشام، واقتتلوا مع القرايلكية قتالا جيدا إلى أن [كانت] «٤» الكسرة فينا، وقتل منا جماعة كثيرة من التركمان والعربان وأمراء دمشق وغيرهم، مثل الأمير تمرباى الجقمقى أحد أمراء دمشق، [والأمير] «٥» بخت خجا أيضا من أمراء دمشق، وجرح أكثر من كان مغنا من الخاصكية والمماليك، كل ذلك وسنجق السلطان إلى الآن لم يصل إلينا.

وأما جار قطلو، فإنه لما قوى الحرّ عليه نزل على نهر بالقرب من أرقنين ليروى خيوله «٦» منه، وصار الرائد «٧» يرد عليه بأن القوم قد التقوا مع عساكر قرايلك، وهم «٨» فى قلة وقد عزموا على القتال، فلم يلتفت إلى ذلك وسار على هينته، فتركه «٩» بعض