فاستعفى من السفر، وسأل أن يقيم بداره بطّالا، فأجيب إلى ذلك، ولزم داره إلى ما يأتى ذكره. وأنعم السلطان بأقطاعه على الديوان المفرد، ولم يقرر أحدا غيره فى أتابكية العساكر بديار مصر «١» ؛ وهذا شىء لم نعهد بمثله.
وضرب رنك «٢» السلطان على البيمارستان المنصورى بالقاهرة، وكانت العادة جرت من مدة سنين، أن كل من يلى الإمرة الكبرى، يكون هو الناظر على البيمارستان المذكور، فلما نفدت «٣» هذه الوظيفة، تكلم السلطان على نظرها، وضرب اسمه على بابها.
ثم فى يوم السبت أول شهر ربيع الآخر، خلع السلطان على دولات خجا المعزول عن ولاية القاهرة، باستقراره فى ولاية المنوفية والقليوبية، ثم فى يوم الاثنين ثالث شهر ربيع الآخر [المذكور]«٤» ركب السلطان من قلعة الجبل ونزل إلى الصيد، وعاد فى خامسه.
ثم فى يوم الاثنين عاشره خلع السلطان على الأمير إينال الششمانى الناصرى، ثانى رأس نوبة، باستقراره فى نيابة صفد، بعد موت الأمير مقبل الحسامى الدوادار، ومقبل أيضا هو أحد من اتهم «٥» بالوثوب على السلطان فى آمد. ثم فى حادى عشره خلع السلطان