ملك بغداد من أخيه شاه محمد بن قرا يوسف، أساء «١» السيرة، بحيث [١٦] أنه أخرج جميع أهل بغداد منها بعيالهم، بعد أن أخذ جميع أموالهم، من جليل وحقير فتشتتوا بنسائهم «٢» وأولادهم فى نواحى الأقطار، وصارت بغداد ليس بها سوى نحو ألف رجل من جند أصبهان المذكور لا غير، وأنه لم يبق بها سوى ثلاثة أفران تخبز الخبز «٣» فقط، ولم يبق بها سكان، ولا بيعة، ولا أسواق. فكان فعل أصبهان هذا أقبح من فعل أخيه شاه محمد، فإن شاه محمد لما تنصّر ومال إلى دين النصرانية، قتل العلماء وأباد الفقهاء والصلحاء لا غير، وترك من دونهم. فجاء هذا الزنديق الفاسق، تجاوز «٤» فعل شاه محمد من أنه أخرج جميع أهل بغداد؛ وكان غرض أصبهان بذلك أن يخرب بغداد، حتى لا يبقى لأخيه إسكندر ولا غيره طمع فيها، فمد يده فى ذلك، حتى صارت بغداد خرابا يبابا لا يأويها إلا البوم- انتهى.
قال: وإنه أخرب أيضا الموصل، حتى صارت مثل بغداد وأعظم، من أنه سلب نعم أهلها وأمر بهم فأخرجوا منها وتمزقوا فى البلاد، واستولت عليها العربان، فصارت الموصل منزلة من منازل العرب، بعد أن كانت تضاهى دار السلام.
قال- أعنى القاصد: وأن أصبهان أيضا أخذ أموال أهل المشهد «٥» ، وأزال نعمهم وتشتتوا فى البلاد.
قلت: لا أعلم فى طوائف التركمان ولا فى أوباش عساكر جغتاى «٦» ، ولا فى