وقد هاله ما رآه من حسن زى هذا الموكب، وكان الرسول المذكور من أشراف شيراز يقال له السيد تاج الدين [علىّ، فحضر]«١» تاج الدين المذكور إلى بين يدى السلطان، ولم يقبّل الأرض لكونه من السادة الأشراف.
ودفع ما على يده «٢» من الكتاب، ثم قدّم ما معه من الهدية، فتضمن كتابه وصوله هديّة السلطان المجهزة إليه، وأنه نذر أن يكسو الكعبة [البيت الحرام]«٣» ، وطلب أن يبعث إليه من يتسلمها ويعلقها من داخل البيت.
وتاريخ الكتاب، فى ذى الحجة سنة ست وثلاثين، وكان قدوم القاصد من هراة إلى هرمز ومن هرمز إلى مكة، ثم قدم صحبة [ركب]«٤» الحاج، فأنزله السلطان [بمكان]«٥» ، وأجرى عليه ما يليق به من الرواتب، واشتملت هدية شاه رخ [المذكور]«٦» على ثمانين ثوب حرير «٧» أطلس، وألف قطعة فيروزج، ليست بذاك، مبلغ «٨» قيمة الجميع ثلاثة آلاف دينار لا غير.
ثم فى يوم السبت سادس صفر، عقد السلطان مجلسا «٩» بين يديه، بالقضاة الأربعة «١٠» ، بسبب نذر شاه رخ بن تيمور أن يكسو الكعبة؛ فلما جلسوا للكلام، بعد أن سألهم السلطان فى معنى ذلك، أجاب قاضى القضاة بدر الدين محمود العينى الحنفى، بأن نذره لا ينعقد، فلم يتكلم أحد، وانفض المجلس على ذلك، وصار السلطان يقول: