فلا أقدر على ذلك. فغضب السلطان عليه وهم بضربه ومسكه، فضمنه القاضى سعد الدين ابن كاتب جكم، ناظر الخاص، ونزل الجميع إلى دورهم، إلى أن عملت مصالح الجماعة.
فلما كان يوم السبت عشرين صفر خلع السلطان على أستاداره الصاحب كريم الدين باستمراره، وخلع على الصاحب أمين الدين بن الهيصم باستقراره فى نظر الدولة على عادته قديما كما كان قبل الوزارة، وألزمه بتكفية الدولة إلى حين قدوم أرغون «١» شاه من الشام، وانفض الموكب. فلما نزل الصاحب أمين الدين بالخلعة إلى داره، اختفى فى ليلة الاثنين ولم يعلم له خبر، فأصبح السلطان فى يوم الاثنين ثانى عشرينه، أمسك الصاحب كريم الدين الأستادار، وخلع فى الحال على جانبك دوادار عبد الباسط باستقراره أستادارا عوضا عن الصاحب كريم الدين [بن كاتب المناخ] ، «٢» فلبس جانبك الخلعة، ولم يقدر عبد الباسط أن يتكلم فى حقه كلمة واحدة، وكان قصد الملك] «٣» الأشرف، أنه متى تكلم أو «٤» تمنع عبد الباسط من ذلك، قبض عليه، فأحسّ عبد الباسط بالشر، فكف عن الكلام، ثم ألزم السلطان القاضى سعد الدين إبراهيم ابن كاتب جكم ناظر الخواص بوظيفة الوزارة، فلم يوافق على ذلك، وانفض المجلس على ذلك.
وفى هذا اليوم خرج قاصد شاه رخ، الشريف تاج الدين، من الديار المصرية إلى جهة مرسله، وصحبته الأمير أقطوه الموساوى، وعلى يده هدية من السلطان إلى شاه رخ [المذكور]«٥» ، وكتاب جواب [كتابه]«٦» يتضمن منعه من كسوة الكعبة، بأن العادة [قد]«٧» جرت قديما وحديثا، أن لا يكسو الكعبة إلا ملوك مصر، والعادة قد اعتبرت فى الشرع فى مواضع، وأن للكسوة أوقافا «٨» تقوم بعملها، لا يحتاج إلى مساعدة فى ذلك؛ وإن أراد الملك وفاء نذره، فليبع الكسوة ويتصدق بثمنها «٩» فى