للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حادى عشر شوال، رجل تركمانى يقال له محمد، كان قبض عليه قرقماس بالعمق «١» ، ومعه كتاب جانبك المذكور، فى سابع شوال، إليه وإلى غيره، فسجنه قرقماس بقلعة حلب، وجهز الكتاب فى ضمن كتابه إلى السلطان، فلما بلغ السلطان ذلك وتحققه، انزعج غاية «٢» الانزعاج.

ثم قدم كتاب الأمير بلبان نائب درندة «٣» أنه ورد عليه كتاب الأمير جانبك الصّوفى يدعوه إلى طاعته، فقبض على قاصده وحبسه، وأرسل بكتابه إلى السلطان.

ثم فى يوم السبت سابع عشرين ذى القعدة، عاد الأمير قرقماس نائب حلب إليها، بعد ما كانت غيبته عنها بالعمق ومرج دابق وعينتاب خمسة وسبعين يوما، وقد فاته أخذ قيصريّة لاستيلاء إبراهيم بن قرمان عليها، وكان قصد السلطان أخذها، واستنابة أحد من أمراء السلطان بها.

قلت: ولنذكر ما وعدنا بذكره لسبب سفر قرقماس نائب حلب منها، وسببه أن الأمير صارم الدين إبراهيم بن قرمان صاحب لارندة وقونية من بلاد الروم «٤» ، أراد أخذ مدينة قيصرية من الأمير ناصر الدين محمد بن دلغادر، وقد تغلب عليها ناصر الدين المذكور، وأخذها من بنى قرمان وولى عليها ابنه سليمان، فترامى ابن قرمان فى هذه الأيام على السلطان بأن يملّكه قيصرية، ووعد بعشرة آلاف دينار فى كل سنة، وثلاثين «٥» بختيّا «٦» وثلاثين «٧» فرسا، سوى خدمة أركان الدولة، فكتب السلطان إلى نائب حلب أن يخرج إلى العمق ويجمع العساكر لأخذ قيصريّة،