للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فخرج قرقماس إلى العمق، وجمع تركمان الطاعة وكتب إلى ابن قرمان: أن يسير بعسكره إلى قيصرية.

فلما بلغ ابن دلغادر خروج عسكر حلب لأخذ قيصرية منه، بعث فى الحال بامرأته خديجة خاتون بتقدمة للسلطان ومعها مفاتيح قيصرية، وأن يكون زوجها المذكور نائب السلطنة بها، وأن يفرج عن ولدها فياض المقبوض عليه قبل تاريخه من سجنه بقلعة الجبل، ووعد لذلك أيضا بمال. فقدمت خديجة خاتون المذكورة فى أواخر شوال إلى مصر، وقدّمت ما معها من الهدية، وتكلمت بما هو غرض زوجها، فقبل «١» هديتها وأفرج [لها] «٢» عن ولدها فياض، وخلع عليه بنيابة مرعش.

وبينما السلطان فى ذلك، كان نزول قرقماس نائب حلب فى يوم الاثنين أول ذى القعدة، من العساكر على عينتاب، فأتاه الخبر: بأن حمزة بن دلغادر «٣» خرج عن طاعة السلطان بمن معه وتوجه إلى ابن عمه سليمان بن ناصر الدين بك ابن دلغادر، بعد ما بعث إليه وحلّفه، وأن دوادار جانبك الصّوفى ومحمد بن كندغدى بن رمضان التركمانى وصلا إلى الأمير ناصر الدين محمد بن دلغادر، بأبلستين وحلّفاه، أنه إذا قدم عليه الأمير جانبك الصوفى لا يسلمه إلى أحد ولا يخذله، وأن جانبك كان عند الأمير إسفنديار «٤» أحد ملوك الروم، فسار من عنده يريد سليمان بن دلغادر؛ فخرج إليه سليمان، وتلقاه «٥» هو وأمراء التركمان.

وقبل أن يصل هذا الخبر إلى السلطان، جهز خديجة خاتون إلى العود إلى زوجها ناصر الدين بك، فخرجت خديجة ومعها ولدها فياض، وسارت والسلطان ليس له علم بما وقع لابن دلغادر مع جانبك الصّوفى، واستمر قرقماس على عينتاب، إلى أن بلغه أن الأمير صارم الدين