للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على أكديشى، وسار به ليلته و «١» من الغد حتى وصل إلى بيوته بأبلستين وحبسه عنده، فلم يفطن قرمش وأصحابه بمسك جانبك، حتى جاوز جانبك بلادا بعيدة، ولما قبض سليمان على جانبك الصّوفى أرسل يعرّف السلطان بذلك ويطلب من يأتيه من قبل السلطان ويتسلمه- انتهى:

وأما السلطان لما بلغه خبر القبض على جانبك الصّوفى، لم يحمل ذلك على الصدق وأخذ فيما هو فيه، فورد عليه فى يوم الخميس حادى عشر شهر ربيع الآخر سيف الأمير قصروه نائب الشأم، على يد الأمير علىّ بن إينال باى بن قجماس، فعيّن السلطان الأمير إينال الجكمى نائب حلب إلى نيابة دمشق عوضا عن قصروه، ورسم لتغرى برمش الأمير آخور الكبير بنيابة حلب عوضا عن إينال الجكمى، غير أنه لم يخلع على تغرى برمش المذكور إلا بعد أيام حسبما يأتى ذكره.

ثم فى ثالث عشره نودى بعرض أجناد الحلقة ليستعدوا للسفر إلى الشام ولا يعفى أحد منهم، وجمع السلطان قضاة القضاة بين يديه وسألهم فى أخذ أموال الناس للنفقة المتحوجة «٢» لقتال شاه رخ بن تيمور، فكثر الكلام وانفضوا من غير أن يفتوه بذلك، فقيل إن بعض الفقهاء قال: «كيف نفتيه بأخذ أموال المسلمين، وكان لبس زوجته يوم طهور ولدها- يعنى [الملك] «٣» العزيز يوسف- ما قيمته ثلاثون ألف دينار، وهى بدلة واحدة، وإحدى نسائه!» ، ولم يعرف القائل لذلك من هو من الفقهاء، غير أنه أشيع ذلك فى أفواه الناس. ولما بلغ الناس ذلك كثر قلقهم من هذا الخبر.

ثم فى يوم الاثنين خامس عشر [شهر] «٤» ربيع الآخر المذكور ابتدأ السلطان بعرض أجناد الحلقة، فتجمع بالحوش السلطانى منهم عدة مشايخ وأطفال وعميان، وعرضوا على السلطان فقال لهم: «أنا ما أعمل كما عمل الملك المؤيّد شيخ من أخذ المال منكم، ولكن اخرجوا