العراق وبغداد «١» وأبطل مسير الحج من بغداد، ثم أمره بعمارة بغداد وأن يعمرها، وإلا فقد «٢» مشى عليه وأخرب دياره، وأكثر له من الوعيد، وأنه أمهله فى ذلك مدة سنة؛ وكان أصبهان بعث بهدية فأخذها ولم يعوضه عنها شيئا «٣» وإنما جهز له خلعة بنيابة بغداد وتقليدا، ثم خلع «٤» على رسله وأمرهم بالعود إليه وتبليغه ما ذكره لهم بتمامه وكماله.
قلت: وفى الجملة أن جور أولاد تيمورلنك أحسن من عدل بنى قرا يوسف.
ثم فى يوم السبت ثانى [شهر]«٥» رجب أحضر السلطان [الملك الأشرف]«٦» الشيخ صفا رسول شاه رخ إلى بين يديه، وهو جالس على المقعد «٧» بالإسطبل السلطانى، بمن معه من قصاد شاه رخ، وقرئ كتابه فإذا هو يتضمن: أنه يأمر السلطان أن يخطب له، ويضرب السكة باسمه؛ ثم أخرج الشيخ صفا خلعة السلطان بنيابة مصر، ومعها تاج ليلبسه «٨» السلطان، وخاطب السلطان بكلام «٩» لم يسع السلطان معه صبرا.
وعند ما رأى السلطان الخلعة أمر بها فمزقت تمزيقا، وأمر بالشيخ صفا المذكور فضرب ضربا مبرحا خارجا «١٠» عن الحد، ثم أقيم بعد ذلك وأمر به فسحب إلى بركة ماء بالإسطبل، فألقى فيها منكوسا وغمس فيها غير مرة حتى أشرف على الهلاك، وكان الوقت شتاء شديد البرد. كل ذلك ولم يستجرئ «١١» أحد من الأمراء أن يتكلم فى أمر الشيخ صفا بكلمة واحدة من نوع الشفاعة لشدة غضب السلطان، ولقد لازمت الملك الأشرف