للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كثيرا من أوائل سلطنته إلى هذا اليوم، [و] «١» لم أره غضب مثلها [قبلها] «٢» .

ثم طلب السلطان الشيخ صفا المذكور وحدثه بكلام طويل، محصوله يقول لصفا:

إنك تتوجه إلى شاه رخ وتذكر له ما حلّ بك من الإخراق والبهدلة والعذاب، وأنه قد ولّانى نيابة مصر إلا أنا فإنى لا أرتضيه شحنة «٣» لى على بعض قرى أقل أعمالى، وإن كان له قوة فهو يظهر «٤» ذلك بعد هذا الإخراق بك ويمشى على أعمالنا «٥» ، وإن لم يأت فى العام القابل فكل ما «٦» يأتى منه بعد ذلك فهو من المهملات، ويظهر عجزه وضعف حالته وكثرة فشاره لكل أحد.

ثم رسم السلطان بإخراجه مع رفقته فى البحر المالح إلى مكة، فتوجهوا وحجّوا ثم عادوا إلى شاه رخ وبلغوه ذلك فلم يتحرك بحركة، وهاب ملوك مصر بهذه الفعلة إلى أن مات. ولعمرى «٧» لقد كانت هذه الواقعة من الملك الأشرف حسنة من حسناته التى قامت بفعلتها حرمة العساكر المصرية إلى يوم القيامة.

قلت: ولا أعرف للملك الأشرف فعلة فعلها فى أيام سلطنته أحسن ولا أعظم ولا أجمل من إقدامه على هذا الأمر، من ضرب قاصد [٢٧] شاه رخ وتمزيق خلعته، فإنه خالف فى ذلك جميع أمرائه وأرباب دولته، لأن الجميع أشاروا عليه بالمحاسنة فى رد الجواب، إلا هو، فإن الله عز وجل وفقه إلى ما فعل ولله الحمد؛ ومن يومئذ عظم أمر [الملك] «٨» الأشرف وتلاشى أمر شاه رخ فى جميع بلاد الإسلام.

ثم خلع [السلطان] «٩» على شيخ الشيوخ بخانقاه سرياقوس محب الدين [محمد] «١٠»