للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن الأشقر، باستقراره فى كتابة السّر بالديار المصرية «١» عوضا عن القاضى كمال الدين ابن «٢» البارزى بحكم عزله.

ثم جهز السلطان تجريدة من الأمراء والمماليك السلطانية إلى البلاد الشامية، بسبب ظهور جانبك الصّوفى وغيره، وقد بلغ السلطان أن ابن دلغادر أطلق جانبك الصّوفى.

ثم فى حادى عشر [شهر] «٣» رجب المذكور قدم الأمير شاد بك الجكمى من بلاد أبلستين لأخذ جانبك الصّوفى بغير طائل، بعد أن قاسى شدائد من عظم البرد والمطر والثلوج، حتى أنه هلك من أصحابه جماعة كبيرة من ذلك، وكان من خبر شاد بك:

أنه لما وصل إلى ناصر الدين بك ابن دلغادر، تلقاه وأكرمه وأخذ ما معه من الهدية والتحف والمال.

قلت: الدورة على هذا لا [على] «٤» غيره.

ثم أخذ ناصر الدين بك ابن دلغادر يسوّف بالأمير شاد بك من يوم إلى يوم، إلى أن طال الأمر وظهر لشاد بك أنه «٥» لا يمكنه منه، فكلمه فى ذلك فاعتذر ناصر الدين [بك] «٦» بعد [م] «٧» تسليمه من أنه يخاف من أن يعاير بذلك، وأيضا مما ورد عليه من كتب شاه رخ وغيره من ملوك الأقطار بالتوصية عليه وأشياء من هذه المقولة؛ والمقصود: أنه منعه منه، ثم أطلقه وأعاده إلى حاله الأول وأحسن، فعظم ذلك على السلطان إلى الغاية، ولم أسأل الأمير شاد بك هل اجتمع بالأمير جانبك الصّوفى عند ابن دلغادر أم لا.

ولما أن عاد شاد بك من عند ابن دلغادر «٨» من غير قضاء حاجة اضطرب الناس، وتحدث كل أحد بما فى نفسه من المغيبات، وكثر القلق وأخذ السلطان يستحث