للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وما أحسن قول أبى الطيب المتنى فى هذا المعنى: [الطويل]

ووضع النّدى فى موضع السيف بالعلا «١» ... مضرّ كوضع السيف فى موضع النّدى

انتهى.

كل ذلك والسلطان شهوته ضعيفة عن الأكل، ولونه مصفر، وآثار المرض تلوح على وجهه، غير أنه يتجلد [كقول القائل] «٢» : [الكامل]

وتجلّدى للشامتين أريهم ... أنّى لريب الدّهر لا أتضعضع

ثم فى هذا اليوم خلع السلطان على الأمير أسنبغا [بن عبد الله الناصرى] «٣» الطيّارى «٤» باستقراره حاجبا ثانيا، عوضا عن الأمير جانبك [السيفى يلبغا] «٥» الناصرى المعروف بالثور، بحكم وفاته بمكة المشرّفة [فى] «٦» حادى عشر شعبان.

ثم فى يوم الثلاثاء سادس شوال المذكور، خلع السلطان على قاضى القضاة شهاب الدين بن حجر، وأعيد إلى القضاء بعد عزل القاضى علم الدين صالح البلقينى، بعد أن ألزم أنه يقوم لعلم الدين صالح المذكور بما «٧» حمله إلى الخزانة الشريفة، وقد بدا للسلطان أنه لا يولّى بعد ذلك أحدا من القضاة بمال، مما داخله من الوهم بسبب عظم الطاعون وأيضا لمرض تمادى به «٨» .

وفيه ركب السلطان من قلعة الجبل ونزل إلى خليج الزعفران وأقام به يومه فى مخيّمه يتنزه، ثم ركب وعاد إلى القلعة فى آخر النهار بعد أن تصدّق على الفقراء بمال