فى ولايته؛ قلت: كان ظلمه على نفسه لا على غيره، والله تعالى يسامحه بمنه وكرمه.
وكان له خصوصية زائدة عند [الملك]«١» الأشرف برسباى، بحيث أنى سمعته مرارا يبالغ فى شىء «٢» لا يفعله بقوله: لو سألنى جارقطلو فى هذا ما فعلته؛ وكان إذا جلس قاضى القضاة بدر الدين العينى عند السلطان فى ليالى الخدم، وأخذ فى قراءة شىء من التواريخ، يشير إليه السلطان بحيث لا يعلم جارقطلو، فينتقل بما هو فيه إلى شىء من الوعظيات، ويأخذ فى التشديد على شرّاب «٣» الخمر وما أشبه ذلك، ويبالغ فى حقهم، والأشرف أيضا يهوّل الأمر ويستغفر، فإذا زاد عن الحد يقول جارقطلو:[يا قاضى]«٤» ، ما تذكر إلا شربة الخمر وتبالغ فى حقهم بأنواع العذاب؟
ليش ما تذكر «٥» القضاة وأخذهم الرشوة والبراطيل وأموال الأيتام «٦» ؟ ... يقول ذلك بحدة وانحراف حلو، فلما يسمع [الملك]«٧» الأشرف كلامه يضحك وينبسط هو وجميع أمرائه؛ وكان يقع له أشياء كثيرة من ذلك- انتهى.
«٨» وتوفى السيد الشريف رميثة بن محمد بن عجلان مقتولا خارج مكة فى خامس رجب بعد أن ولى إمرة مكة فى بعض الأحيان، فلم تحمد سيرته وعزل «٩» .
وتوفى الشيخ الإمام الأديب الشاعر المفنن تقي الدين أبو بكر بن على بن حجّة- بكسر الحاء المهملة- الحموى الحنفى الشاعر المشهور، صاحب القصيدة البديعية «١٠» وشرحها وغيرها من المصنفات. مات بحماه، فى خامس عشرين شعبان، ومولده