للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بتقليد جلبان وتشريفه بنيابة حلب، وتقليد بردبك العجمى بنيابة حماه، وبردبك المذكور هو خال على باى المتوجه وجالبه وبه يعرف بالعجمى، على شهرة خاله المذكور.

وتوجه الأمير جانبك المحمودى المؤيدى، أحد أمراء العشرات ورأس نوبة، بتقليد الأمير قانى باى الحمزاوى وتشريفه بنيابة طرابلس، وعلى باى وجانبك هما يوم ذاك عقد المملكة وحلّها. وبقى السلطان فى قلق بسبب إينال الجكمى نائب الشام، لكونه أشيع أن سودون أخا «١» إينال الجكمى، منذ قدم من عند إينال إلى القاهرة يستميل الناس إليه، وكان السلطان لما تسلطن أرسل سودون المذكور إلى جميع نواب البلاد الشامية، وكانت العادة جرت، أنه يتوجه لكل نائب أمير، يبشره بجلوس السلطان على تخت الملك، كلّ ذلك مراعاة «٢» لخاطر أخيه إينال الجكمى، وكان السلطان أيضا أرسل إلى إينال المذكور، بخلعة ثانية مع الأمير ناصر الدين محمد بن إبراهيم بن منجك باستمراره على نيابة دمشق.

فلما كان يوم الاثنين سادس عشر شهر رمضان، ورد الخبر على السلطان من الأمير طوخ مازى الناصرى نائب غزة: بأن الأمير ناصر الدين محمد بن منجك المقدم ذكره، لما وصل من عند السلطان بما على يده من الخلعة إلى جسر يعقوب، بعث إليه إينال الجكمىّ ساعيا يستحثه على سرعة القدوم إلى دمشق، ثم أردفه بآخر حتى قدم ابن منجك إلى دمشق فى يوم السبت سابع شهر رمضان المذكور، وخرج إينال إلى لقائه، ولبس التّشريف السلطاّ المجهز إليه على يد ابن منجك، وقبّل الأرض،