للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتشتتوا، فتوجه قطج إلى جهة البيرة «١» فيما أظن، وتوجه بردبك العجمى ومعه أيضا جماعة إلى حماه، وكانت الواقعة فى ليلة الجمعة ثامن عشرين شعبان، ودخل بردبك حماه فى آخر يوم السبت سلخ شعبان؛ هذا ما كان من أمر تغرى برمش، ويأتى بيان أمر هذه الوقعة، فى كتاب تغرى برمش المذكور [إلى السلطان] «٢» فيما بعد.

وأما ما كان من أمر السلطان، فإنه لما بلغه خبر عصيانه، طلب الأمراء وعمل معهم مشورة بسببه، فوقع الاتفاق بعزله عن نيابة حلب، وتولية غيره، ثم ينتظر السلطان بعد ذلك ما يرد عليه من الأخبار من البلاد الشامية، لما كان أشيع بالقاهرة أن الأمير [١٠٢] إينال الجكمى هو الذي أشار لتغرى برمش المذكور بالخروج عن الطاعة، وأنه موافقه فى الباطن، فلذلك لم يعيّن السلطان أحدا من العساكر المصرية، ولا نواب البلاد الشامية، لقتال تغرى برمش.

فلما كان يوم الخميس ثانى عشر [شهر] «٣» رمضان المذكور، كتب السلطان بنقل الأمير جلبان أمير آخور نائب طرابلس، إلى نيابة حلب، عوضا عن تغرى برمش المذكور، وأن يستقر الأمير قانى باى الحمزاوى نائب حماه المقدم ذكره «٤» فى نيابة طرابلس [عوضا عن جلبان، وأن يستقر بردبك العجمى الجكمى حاجب حجاب حلب، المقدم ذكره] «٥» فى نيابة حماه، عوضا عن قانى باى الحمزاوى.

وتوجّه الأمير على باى العجمى المؤيدى، أحد أمراء العشرات، ورأس نوبة،