ثم ورد الخبر على السلطان بأن الأمير إينال العلائى الناصرى نائب صفد خرج منها، وسار حتى نزل بالرّملة فى سابع عشر [شهر]«١» رمضان، بعد ما أرسل إليه إينال الجكمى يدعوه لموافقته، وأعلمه أيضا أنه ما قام فى هذا الأمر إلا وقد وافقه نواب المماليك، وأركان الدولة وعظماء أمراء مصر، فلم يلتفت إينال العلائى لكلامه، ثم خشى أن يكبس بصفد، فخرج منها بعد أن جعل حريمه بقلعة صفد، وسار حتى نزل الرملة، فسرّ السلطان بذلك وكتب إليه بالثناء والشكر.
ثم فى يوم الخميس سابع عشرين [شهر]«٢» رمضان المذكور أنفق السلطان فى العسكر المجرد إلى الشأم- وعدتهم ما بين خاصكىّ ومملوك: ستمائة واثنان وخمسون نفرا- كل واحد ثمانين «٣» دينارا.
ثم قدم الخبر بأن الأمير جلبان، المستقر فى نيابة حلب، وصل إلى الرملة فى يوم الاثنين ثالث عشرين شهر رمضان فارّا من تغرى برمش نائب حلب، وكان من خبر تغرى برمش نائب حلب أنه لما قوى أمره وبلغه عصيان إينال الجكمى أيضا، عظم أمره واستدعى التركمان إلى حلب، فقدم عليه منهم جماعة كبيرة إلى الغاية؛ ثم عمل مكحلة «٤» عظيمة من نحاس، ليرمى بها على قلعة حلب، وأخذ مع هذا كله يستميل جماعة من أهل قلعة حلب فمالوا له فى الباطن، وواعدوه على «٥» تسليم القلعة له، وهو مع ذلك مستمر فى حصار القلعة المذكورة، والنقب فى جدر «٦» القلعة [عمّال]«٧» ، والقتال بينه وبينهم فى كل يوم يزداد، إلى أن بلغ الأمير حطط نائب قلعة حلب، عمن «٨» وافق تغرى برمش المذكور، من أهل القلعة، فقبض على الجميع، وأخذ