فغضب السلطان من ذلك، وأمر به فأخرج إلى البرج على حالة غير مرضية، ومضى من المقعد ماشيا إلى البرج المذكور، وسجنوه به، ورسم السلطان له أن يدفع للمرسّمين «١» عليه، لمّا كان بالمقعد، وهم ثمانية من الخاصّكية، مبلغ ألفى دينار ومائتى دينار، ودفعها لهم. وبينما هو فى ذلك، دخل عليه الوالى وأمره أن يقلع جميع ما عليه من الثياب، فإنه نقل للسلطان أن معه الاسم الأعظم أو أنه يسحر السلطان، فإنه [كان]«٢» كلما أراد عقوبته صرفه الله عنه، فخلع جميع ما كان عليه من الثياب والعمامة، ومضى بها الوالى وبما فى أصابع يديه من الخواتم، فوجد فى عمامته قطعة أديم، ذكر أنها من نعل النبي صلى الله عليه وسلم، ثم وجدت فى عمامته أوراق فيها أدعية ونحوها، وأخذ المقرّ الكمالى فى القيام معه، حتى كان من أمره ما سنذكره.
ثم فى يوم السبت ثالث عشر صفر، قدم الأمير إينال العلائى الناصرى المعزول عن نيابة صفد، وقد استقر من جملة مقدمى الألوف بالديار المصرية، وقدم معه الأمير طوغان العثمانى نائب الندس، والأمير طوخ الأبوبكريّ المؤيدى أتابك غزة، وقد صار من جملة مقدمى الألوف بدمشق، على إقطاع مغلباى الجقمقى بعد القبض عليه، وخلع السلطان على الجميع وأركبوا خيولا بقماش ذهب.
ثم فى رابع عشر صفر، رسم السلطان بإحضار الأمراء المسجونين وغيرهم بثغر الإسكندرية، إلى مدينة بلبيس، ليحملوا إلى الحبوس بالبلاد الشامية. وندب الأمير أسنبغا الطّيّارى أحد أمراء الألوف بالديار المصرية، لإحضارهم، وهم: الأمير جانم أخو الأشرف الأمير آخور، وإينال الأبوبكريّ الأشرفى، وعلى باى شادّ الشراب خاناة الأشرفى، وأزبك السيفى قانى باى رأس نوبة المعروف بجحا، وجكم الخازندار خال العزيز، وجرباش، وجانبك قلق سيز، ومن الخاصّكية: تنم الساقى، وبيبرس الساقى، ويشبك الدوادار، وأزبك البواب، وبايزير خال العزيز، وجميع هؤلاء