[ثم]«١» فى يوم السبت رابع عشرين المحرم، خلع السلطان على زين الدين يحيى الأشقر قريب ابن أبى الفرج، باستقراره فى نظر ديوان المفرد «٢» عوضا عن عبد العظيم ابن صدقة، بحكم مسكه، ونقل ابن أبى الفرج من تسليم الوزير، وسلّم هو وعبد العظيم للأمير قيز طوغان الأستادار، فأغرى «٣» زين الدين، قيز طوغان، بابن أبى الفرج وعبد العظيم، حتى أخذ ابن أبى الفرج وعاقبه وأفحش فى عقوبته فى الملأ من الناس، من غير احتشام ولا تجمّل، بل طرحه على الأرض وضربه ضربا مبرحا، ووقع له معه أمور، إلى أن أطلق وأعيد إلى نقابة الجيش بعد أن نفى، ثم أعيد؛ ومن يومئذ ظهر اسم زين الدين وعرف فى الدولة، وكان هذا مبدأ ترقيه حسبما يأتى ذكره إن شاء الله تعالى «٤» .
وفى هذه الأيام وقع الاهتمام بتجهيز تجريدة [فى البحر]«٥» لغز والفرنج، وكتب السلطان عدة من المماليك السلطانية، وعليهم الأمير تغرى برمش الزّردكاش،