والسيفى يونس الأمير آخور، وسافروا «١» من ساحل بولاق فى يوم الاثنين تاسع شهر ربيع الأول، وكان جملة ما انحدر من ساحل بولاق، خمسة عشر غرابا فيها المماليك السلطانية والمطوّعة. وسبب هذه التجريدة كثرة عيث الفرنج «٢»[فى البحر]«٣» ، وأخذها مراكب التجار، وهذه أول بعثه بعثها الملك الظاهر من الغزاة.
ثم فى يوم السبت سادس عشرين شهر ربيع الآخر، قدم [١٢٣] إلى القاهرة رسل القان معين الدين شاه رخ بن تيمور لنك، ملك الشرق، وقد زينت القاهرة لقدومهم، وخرج المقام الناصرى محمد بن السلطان إلى لقائهم، واجتمع الناس لرؤيتهم، فكان لدخولهم «٤» يوم مشهود «٥» لم يعهد بمثله، لقدوم رسل فى الدول المتقدمة؛ وأنزلوا بدار أعدت لهم، إلى يوم الاثنين ثامن عشرينه، فتوجهوا «٦» من الدار المذكورة «٧» إلى القلعة، بعد أن شقوا القاهرة، وهى مزينة بأحسن زينة، والشموع «٨» وغيرها تشعل، وقد اجتمع عالم عظيم لرؤيتهم، وأوقفت العساكر من تحت القلعة إلى باب القصر، فى وقت الخدمة من باكر النهار المذكور. فلما مثل الرسل بين يدى السلطان، قرئ كتاب شاه رخ، فكان يتضمن السلام والتهنئة بجلوس السلطان على تخت الملك، ثم قدمت هديته وهى: مائة فص فيروز «٩» ، وإحدى وثمانون قطعة من حرير، وعدة