ثياب وفرو ومسك وثلاثون بختيّا «١» من الجمال وغير ذلك، مما يبلغ «٢» قيمته خمسة آلاف دينار. وأعيد الرسل إلى منازلهم، وأجرى عليهم الرواتب الهائلة فى كل يوم، ثم قلعت الزينة فى يوم الثلاثاء سلخه، وكان الناس تفننوا فى زينة القاهرة، ونصبوا بها القلاع، وفى ظنهم أنها تتمادى أياما، فانقضى أمرها بسرعة.
ثم فى يوم الجمعة عاشر جمادى الأولى «٣» ، ورد الخبر على السلطان بنصرة الغزاة المجردين إلى قتال الفرنج.
ثم فى يوم الاثنين عشرين جمادى الأولى، خلع السلطان على القاضى بدر الدين أبى المحاسن محمد بن ناصر الدين محمد بن الشيخ شرف الدين عبد المنعم البغدادى، أحد نواب الحكم الحنابلة، باستقراره قاضى قضاة الحنابلة بالديار المصرية، بعد موت شيخ الإسلام محب الدين أحمد بن نصر الله البغدادى.
ثم فى يوم الثلاثاء حادى عشرين جمادى الأولى المذكور، قدم الغزاة، وكان من خبرهم: أنهم انحدروا فى النيل إلى دمياط، ثم ركبوا منه البحر، وساروا إلى جزيرة قبرس، فقام لهم متملكها، «٤» بالإقامات، وساروا إلى العلايا، فأمدّهم صاحبها بغرابين، فيهما المقاتلة، ومضوا إلى رودس، وقد استعد «٥» أهلها لقتالهم، فكانت بينهم محاربة طول يومهم، لم ينتصف المسلمون فيها، وقتل منهم اثنا «٦» عشر من المماليك، وجرح كثير، وقتل من الفرنج أيضا جماعة كثيرة، فلما خلص المسلمون من قتالهم بعد جهد، مروا بقرية من قرى رودس فقتلوا وأسروا ونهبوا ما فيها، وعادوا إلى دمياط وأعلموا السلطان بأنه لم يكن لهم طاقة بأهل رودس.