مشهود «١» ، إلا أنهم عادوا فى أثناء السنة، ولم ينالوا من رودس غرضا «٢» ، بعد أن أخربوا قشتيل»
حسبما يأتى ذكره فى الغزوة الثالثة الكبرى.
وبعد سفرهم وقع حادثة شنعة، وهى أنه لما كان يوم الاثنين سادس عشر صفر، وثب جماعة كبيرة من مماليك السلطان الأجلاب، من مشترواته الذين بالأطباق من القلعة، وطلعوا إلى أسطحة «٤» أطباقهم، ومنعوا الأمراء وغيرهم من الأعيان من طلوع الخدمة، وأفحشوا فى ذلك إلى أن خرجوا «٥» عن الحد، ونزلوا إلى الرحبة عند باب النحاس، وكسروا باب الزّردخاناة السلطانية، وضربوا جماعة من أهل الزردخاناة، وأخذوا منها سلاحا كثيرا، ووقع منهم أمور قبيحة فى حق أستاذهم الملك الظاهر، ولهجوا بخلعه من الملك، وهمّ السلطان لقتالهم، ثم فتر عزمه عن ذلك شفقة عليهم، لا خوفا منهم، ثم سكنت الفتنة بعد أمور وقعت بين السلطان وبينهم.
ثم فى يوم الخميس عاشر [شهر]«٦» ربيع الأول، قدم الأمير مازى الظاهرى برقوق نائب الكرك، وطلع إلى القلعة، وخلع عليه باستمراره.
ثم فى يوم الاثنين حادى عشرين [شهر]«٧» ربيع الأول المذكور، خلع السلطان على مملوكه قراجا الظاهرى الخازندار، باستقراره خازندارا كبيرا، عوضا عن الأمير قانبك الأبوبكريّ الأشرفى الساقى، بحكم مرضه بداء الأسد «٨» ، نسأل الله [العفو]«٩» والعافية.