فى قتال رودس، غير أن رودس لا يزداد أمرها إلا قوة، لعظم استعداد أهلها للقتال.
ولما كان بعض الأيام، وقع للمسلمين محنة عظيمة، قتل فيها جماعة كبيرة من أعيان الغزاة من الخاصّكية وغيرهم، وهو أنّ جماعة من المسلمين الأعيان، نزلوا فى كنيسة تجاه رودس، وبينهم وبين العسكر الإسلامى رفقتهم مخاضة من البحر المالح، وبينهم أيضا وبين مدينة رودس طريق سالكة.
فاتفق أهل رودس على «١» تبييت هؤلاء المسلمين الذين بالكنيسة المذكورة، إلى أن أمكنهم ذلك، فخرجوا إليهم على حين غفلة وطرقوهم بالسيوف والسلاح.
وكان المسلمون فى أمن من جهتهم، وغالبهم جالس بغير سلاح، وهم أيضا فى قلة والفرنج فى كثرة.
فلما هجموا على المسلمين، ووقعت «٢» العين فى العين، قام المسلمون إلى سلاحهم، فمنهم «٣» من وصل إلى أخذ سلاحه، وقاتلهم حتى قتل، ومنهم من قتل دون أخذ سلاحه، ومنهم من ألقى بنفسه إلى الماء ونجا، وهم القليل.
على أنه قتل من الفرنج جماعة كبيرة، قتلتهم فرسان المسلمين قبل أن يقتلوا لما عاينوا الهلاك، أثابهم الله الجنة.
ولما وقعت الهجّة، قام كل واحد من المسلمين إلى نجدة هؤلاء المذكورين، فلم يصل إليهم أحد حتى فرغ القتال، إلا أن بعض أعيان الخاصّكية مع رفقته، لحق جماعة من الفرنج قبل دخولهم إلى رودس، ووضعوا فيهم السيف.
وقد استوعبنا واقعتهم بأطول من هذا، فى غير هذا الكتاب.
وكان عدة من قتل فى هذه الكائنة نيفا «٤» على عشرين نفسا، ودام القتال بعد