للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأبوبكريّ البهلوان، نائب صفد بنيابة حماة، ونقل الأمير بيغوت المؤيدى الأعرج نائب حمص إلى نيابة صفد.

ثم فى يوم الاثنين سادس شهر رجب المذكور، خلع السلطان على الأمير تنم من عبد الرزاق المؤيدى، الذي كان ولى حسبة القاهرة، باستقراره فى نيابة الإسكندرية، بعد عزل الأمير ألطنبغا المعلم اللّفّاف الظاهرى برقوق، وقدومه إلى القاهرة على إقطاعه، وقد زاده «١» السلطان عدّة زيادات.

ثم فى يوم الخميس خامس عشر شعبان، قدم إلى القاهرة قاصد القان معين الدين شاه رخ بن تيمور لنك وفى خدمته نحو المائة نفر، وأتباع كثيرة «٢» ، وكان معه أيضا امرأة عجوز من نساء تيمور لنك، قدمت برسم الحج إلى بيت الله الحرام؛ أقامت بدمشق لتتوجه فى الموسم صحبة الركب الشامى، ومع القاصد المذكور كسوة الكعبة التى أرسلها شاه رخ، وكان القاصد الذي قدم فى العام الماضى، استأذن السلطان فى ذلك، واعتذر أن شاه رخ نذر أنه يكسو الكعبة، كما كان ذكر «٣» ذلك للملك «٤» الأشرف برسباى؛ وكان ذلك سببا لضرب الأشرف لقصّاده والإخراق بهم.

فلما استأذن القاصد الملك الظاهر جقمق، أذن له وعاد القاصد بالجواب إلى شاه رخ، فأرسلها فى هذه السنة، صحبة هذا القاصد المذكور، واعتذر الملك الظاهر بقوله: «إن هذه قربة، ويجوز أن يكسو الكعبة كائن من كان» ؛ وعظم ذلك على أمراء الدولة والمصريين إلى الغاية، ونزل القاصد المذكور فى بيت جمال الدين الأستادّار بين القصرين.