أشقر أزرق سميناً مربوعاً ويلبس ثياباً قصاراً ومولده سنة عشر ومائة. وفيها توفي «١» أبو نواس الحسن بن هانئ، وقيل: الحسن بن وهب «٢» ، الحكمي «٣» الشاعر المشهور حامل لواء الشعراء في زمانه، كان إماماً عالماً فاضلاً غلب عليه الشعر؛ قال شيخه أبو عبيدة: أبو نواس للمحدثين مثل امرئ القيس للمتقدمين. ولقب بأبي نواس لذؤابتين كانتا تنوسان «٤» على قفاه، وإنما كان لقبه أولاً أبا علي. وفي سنة وفاته اختلاف كبير، فأقرب من قال في هذه السنة، وأبعد من قال سنة خمس ومائتين؛ وأما شعره فكثير مشهور ونوادره فكثيرة أيضاً، وديوان شعره كبير بأيدي الناس في عدة مجلدات.
ومن أجود ما قال من الشعر قوله:
ومستطيل على الصهباء باكرها ... في فتية باصطباح الراح حذاق
فكل شيء رآه ظنه قدحا ... وكل شخص رآه ظنه الساقي
وله:
أذكى سراجاً وساقي الشر، يمزجها ... فلاح في البيت كالمصباح مصباح
كدنا على علمنا والشك نسأله ... أراحنا نارنا أم نارنا راح
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم سبعة أذرع سواء، مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعاً وثمانية عشر إصبعا.