اشتغال فى العلم، ويستحضر مسائل جيدة، ويبحث مع العلماء والفقهاء، ويلازم مشايخ القراءات ويقرأ عليهم دواما، وكان يقتنى الكتب النفيسة، ويعطى فيها الأثمان الزائدة عن ثمن المثل، وكان يحب مجالسة الفقهاء، ويكره اللهو والطرب، ينفر منهما بطبعه، وكان يتجنب المزاح وأهله، ولا يميل للتجمل فى الملبس، ويكره من يفعله فى الباطن. وكانت أيامه آمنة من عدم الفتن والتجاريد، ولشدة حرمته. وخلّف من الأولاد الذكور واحدا، وهو ولده الملك المنصور عثمان، وأمّه أم ولد رومية، وابنتين: الكبرى أمها خوند مغل بنت القاضى ناصر الدين بن البارزى، وزوّجها السلطان لمملوكه أزبك من ططخ الساقى، والصغرى بكر، وأمها أم ولد جاركسية ماتت قديما.
ذكر من عاصره من الخلفاء: أولهم أمير المؤمنين المعتضد بالله أبو الفتح داؤد، إلى أن توفى يوم الأحد رابع شهر ربيع الأول، سنة خمس وأربعين، حسبما يأتى ذكره فى الوفيات هو وغيره؛ والمستكفى بالله سليمان، إلى أن مات فى يوم الجمعة [ثانى محرم]«١» سنة خمس وخمسين، والقائم بأمر الله حمزة؛ والثلاثة إخوة.
ذكر قضاته بالديار المصرية: الشافعية: الحافظ شهاب الدين بن حجر، غير مرة، إلى أن توفى وهو معزول فى سنة اثنتين [١٦٨] وخمسين وثمانمائة، وقاضى القضاة علم الدين صالح البلقينى غير مرة؛ ثم قاضى القضاة شمس الدين محمد القاياتى؛ إلى أن مات فى أوائل سنة خمسين؛ ثم قاضى القضاة ولىّ الدين محمد السّفطى، وعزل وامتحن؛ ثم قاضى القضاة شرف الدين يحيى المناوى.
والحنفية: شيخ الإسلام سعد الدين سعد الديرى، ولى فى الدولة العزيزية ومات الملك الظاهر وهو قاض.
والمالكية: العلامة قاضى القضاة شمس الدين محمد البساطىّ إلى أن مات فى ليلة ثالث عشر شهر رمضان سنة اثنتين وأربعين؛ ثم قاضى القضاة بدر الدين محمد