للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يخشباى وسنه نحو الثلاثين سنة تخمينا. وكان شابا طويلا جميلا، مليح الشكل عاقلا، عارفا بأنواع الفروسية، وعنده فهم وذوق ومعرفة ومحاضرة حسنة، وتذاكر بالفقه وغيره بحسب الحال، عوّض الله شبابه الجنة بمنه وكرمه.

وتوفى الأمير حسين «١» بن أحمد المدعو تغرى برمش نائب حلب مضروب الرقبة بحلب، فى يوم الأحد سابع عشر ذى الحجة؛ وأصل تغرى برمش هذا من مدينة بهسنا «٢» وجفل هو وأخوه حسن- وكان حسن الأكبر- من بهسنا فى كائنة تيمور لنك، وقدما بعد ذلك بسنين إلى الديار المصرية، فخدم أخوه حسن تبعا عند الأمير قرا سنقر الظاهرى، وجلس حسين هذا عند بعض الخياطين بالمصنع من تحت القلعة، ثم انتقل أيضا إلى خدمة قرا سنقر [الجمالى] «٣» لجمال صورته، ثم انتقل من عند قرا سنقر إلى الأمير إينال حطب [العلائى] «٤» ، وصار عنده من جملة مماليكه الكتّابية، إلى أن مات إينال حطب، فأخذه دواداره الأمير فارس، وأتى به إلى الوالد.

وكان الوالد من جملة أوصياء إينال حطب، فأخذه الوالد وجعله إنيا «٥» لمملوكه شاهين أمير آخور، فجعله شاهين فى الطبقة، وسمّاه تغرى برمش؛ ثم أخرج له الوالد خيلا وقماشا، ثم جعله من «٦» جملة مماليك أخر، وجعله جمدارا، فدام على ذلك، إلى أن تولى الوالد نيابة دمشق التى مات فيها، فأفسد تغرى برمش هذا من مماليك الوالد، مملوكين، وأخذهما «٧» وهرب إلى طرابلس: أحدهما فى قيد الحياة إلى يومنا هذا من جملة المماليك السلطانية، واسمه أيضا تغرى برمش الصغير؛ وبلغ الوالد خبرهما،