الناصرى محمد بن منجك، ووجّهه إلى الحجاز، ثم عاد وأقام بالقدس بطالا، إلى أن طلبه الملك الأشرف إلى مصر، وأنعم عليه بإمرة مائة وتقدمة ألف، عوضا عن الأتابك بيبغا «١» المظفرى [التركى]«٢» بحكم القبض عليه، وذلك فى سنة سبع وعشرين؛ ثم جعله أمير مجلس سنين، ثم نقله إلى إمرة سلاح بعد موت إينال النّوروزى، ثم جعله أتابكا بعد سودون من عبد الرحمن، وهو على إقطاعه، ولم ينعم السلطان عليه بإقطاع الأتابكية.
فدام على ذلك مدة طويلة، إلى أن خلع السلطان عليه باستقراره فى نيابة حلب بعد عزل قرقماس الشعبانى، واستقر عوضه فى الأتابكية الأمير جقمق العلائى، فلم تطل مدته فى نيابة حلب، ونقل منها بعد أشهر إلى نيابة الشام بعد موت قصروه من تمراز، فدام فى نيابة دمشق إلى أن تسلطن الملك الظاهر جقمق، فبايع له أولا، ولبس خلعته وباس الأرض، ثم عصى بعد ذلك، ووقع ما حكيناه من أمره [١٧٢] فى ترجمة الملك الظاهر جقمق من قتاله لعسكر السلطان وهزيمته والقبض عليه وقتله.
وكان إينال أميرا جليلا شجاعا مقداما عاقلا سيوسا حشما وقورا كريما رئيسا، كامل الأدوات كثير الأدب، مليح الشكل معتدل القد للسّمن «٣» أقرب، نادرة فى أبناء جنسه، قلّ أن ترى العيون مثله، عفا الله عنه، ومات وسنه نحو الخمسين «٤» سنة «٥» تخمينا.
وتوفى الأمير سيف الدين يخشباى بن عبد الله المؤيّدى [شيخ]«٦» ثم الأشرفى [برسباى]«٧» ، أمير آخور الثانى قتيلا، بسيف الشرع، ضربت رقبته بثغر الإسكندرية، وقد تقدم ذكر سبب قتله فى أوائل ترجمة الملك الظاهر هذا، وقتل