عزل بالقاضى عزّ الدين عبد العزيز بن على بن العز البغدادى، فى ثالث عشر جمادى الآخرة سنة تسع وعشرين، فلم تطل ولاية عز الدين، وعزل، وأعيد القاضى محبّ الدين هذا فى يوم الثلاثاء ثانى عشر صفر سنة ثلاثين، واستمر قاضيا إلى أن مات، وقد ذكرنا أحواله ومشايخه فى تاريخنا «المنهل الصافى [والمستوفى بعد الوافى» ] بأوسع من هذا فلينظر هناك «١» .
وتوفى سعد الدين إبراهيم القبطى المصرى، المعروف بابن المرة «٢» ، فى يوم الخميس عاشر شهر ربيع الآخر بالقاهرة، وهو فى عشر السبعين، بعد أن افتقر واحتاج إلى السؤال، وكان ولى نظر ديوان المفرد [فى الأيام الأشرفية برسباى]«٣» ، ونظر بندر جدّة سنين كثيرة، وحصل له ثروة وعزوجاه، ثم زال عنه ذلك كله، ومات فقيرا، صدّق عليه بالكفن.
وتوفى الأمير ناصر الدين محمد المرداوى المعروف بابن بوالى، وهو اسم كردى غير كنية. مات بدمشق، بعد أن ولى أستادّارية السلطان بالديار المصرية، ثم عزل وولى أستادّارية السلطان بدمشق، إلى أن مات. وقد تقدم ذكره فى ترجمة الملك الأشرف برسباى، عند ما ولى الأستادّارية عوضا عن أرغون شاه النّوروزى؛ وكان من الظّلمة، يقضى عمره فى مظالم العباد.
وتوفى الأمير علاء الدين ألطنبغا بن عبد الله المرقبى المؤيدى أحد أمراء الألوف بالديار المصرية، فى يوم الاثنين عاشر شهر رجب، وكان من كبار مماليك الملك المؤيد شيخ، من أيام جنديته، ورقاه بعد سلطنته، وعمله نائب قلعة حلب، ثم أمير مائة ومقدم ألف بالديار المصرية، ثم ولاه حجوبية الحجاب، إلى أن أمسكه الأمير ططر مع من أمسك من أمراء المؤيدية، وحبس مدة، ثم أطلق، ودام بطّالا دهرا طويلا،