جامع الأزهر، قبل أن تتم؛ وكان أصله من خدام الأمير قنقباى الإلجائى اللالا، ثم خدم بعد موت أستاذه عند خوند قنقباى أم الملك المنصور عبد العزيز، ثم من بعدها عند جماعة أخر، ثم اتصل بخدمة علم الدين [١٧٨] داؤد بن الكويز، ودام عنده إلى أن مات. وبخدمته «١» حسنت حاله، ثم صار بعد ذلك بطّالا، إلى أن نوّه بذكره صاحبه جوهر اللّالا، ولا زال يعظم أمره عند الملك الأشرف برسباى إلى أن طلبه وولاه خازندارا دفعة واحدة، بعد خشقدم الظاهرى الرومى، ولم تسبق لجوهر المذكور قبل ولايته الخازندارية رئاسة فى بيت السلطان، فباشر الخازندارية بعقل وتدبير ورأى فى الوظيفة، وناله من العز والجاه ونفوذ الكلمة ما لم ينله طواشى قبله فيما رأينا.
ومات الملك الأشرف وهو على وظيفته، لحسن سياسته، ثم أضاف إليه الملك الظاهر وظيفة الزّمامية بعد عزل فيروز الجاركسى «٢» ، لما تسحّب الملك العزيز يوسف من الدّور السلطانية، حسبما تقدم ذكره، واستمر على وظيفة الزّمامية والخازندارية إلى أن مات من غير نكبة. ولم يخلّف ما لا له جرم بالنسبة لمقامه، فعظم ذلك على الملك الظاهر، فإنه كان فى عزمه أخذ ماله بوجه من الوجوه، وفطن جوهر بذلك وأدركته منيته ومات من غير أن يعلم أحدا بماله «٣» ، وكان جوهر عفيفا دينا عاقلا مدبرا سيوسا فاضلا يقرأ القرآن الكريم بالسبع، وله صدقات ومعروف، غير أنه دخل فى الدنيا واقتحم منها جانبا كبيرا، وصار من المخلطين «٤» ، وهو أحد من أدركناه من عقلاء الخدام، رحمه الله تعالى «٥» .
وتوفى القاضى شرف الدين أبو بكر بن سليمان الأشقر المعروف بابن العجمى، الحلبى الأصل والمولد والمنشأ المصرى الدار والوفاة، نائب كاتب السر الشريف