وتوفى الشيخ الإمام العالم العلامة، زين الدين أبو بكر إسحاق بن خالد الكختاوى «١» الحنفى، المعروف بالشيخ باكير، شيخ الشيوخ بخانقاه شيخون، فى ليلة الأربعاء ثالث عشر جمادى الأولى، وحضر السلطان الملك الظاهر جقمق الصلاة عليه بمصلاة المؤمنى، من تحت القلعة، ثم أعيد إلى الشّيخونية، فدفن بها، واستقر عوضه فى مشيخة الشيخونية العلامة كمال الدين محمد بن الهمام، وكان الشيخ باكير المذكور إماما عالما بارعا مفننا فى علوم كثيرة، [وولى قضاء حلب مدة طويلة، وحمدت سيرته، وأفتى ودرّس وأشغل سنين كثيرة بحلب، ثم بمصر، لما طلبه السلطان من قضاء حلب]«٢» وولاه «٣» مشيخة الشيخونية؛ غير أنه كان فى لسانه شبه لكنة، مع سكون وعقل زائد، يؤدى ذلك إلى عدم الانتصاف فى أبحاثه، ومع هذا كان تقريره للطلبة فى غاية الحسن والفصاحة؛ ومحصول أمره أنه كان عالما مفيدا للطلبة غير بحّاث مع أقرانه من العلماء، وكان مليح الشكل منوّر الشيبة طاهر اللون وقورا معظّما عند الخاص والعام؛ وكان مولده بمدينة كختا «٤» فى حدود السبعين وسبعمائة، رحمه الله تعالى.
وتوفى فتح الدين صدقة المحرّقى «٥» ناظر الجوالى، فى ليلة الخميس سلخ شوال، ودفن خارج باب الجديد «٦» من القاهرة، وكان عاميا فى زى فقيه، لم أعرفه إلا فى دولة الملك الظاهر جقمق، لأنه كان بخدمته ورقاه فى سلطنته.
وتوفى غرس الدين خليل [بن أحمد]«٧» السخاوى، ناظر الحرمين: القدس