وتوفّى الأمير سيف الدين يشبك بن عبد الله السيفى «١» سودون الحمزاوى نائب صفد بها فى ليلة السبت تاسع عشرين شهر رمضان، وكان يشبك المذكور ولى «٢» دواداريّة السلطان بحلب سنين، ثم ولى نيابة غزّة؛ ثم نقل إلى نيابة صفد إلى أن مات بها، وكان مشكور السّيرة، لم تسبق له رئاسة بالديار المصرية، وتولّى الأمير بيغوت المؤيّدى بعده نيابة صفد ثانى مرّة- رحمه الله تعالى.
وتوفّى الأمير شهاب الدين أحمد بن أمير على بن إينال اليوسفى الأتابكى، أحد مقدّمى الألوف بالديار المصرية، فى ليلة الثلاثاء سابع عشرين ذى القعدة، وحضر السلطان الصلاة عليه بمصلاة المؤمنى، ودفن بتربة جدّه الأتابك إينال، ومات وسنّة نحو خمسين سنة- تخمينا- وإلى والده أمير على ينتسب الملك الظاهر جقمق بالعلائى وقد تقدّم ذكر ذلك كله فى أوّل ترجمة الملك الظاهر جقمق، وكيف أخذه الملك الظاهر برقوق منه.
وكان أحمد المذكور أميرا ضخما عاقلا، رئيسا ديّنا خبيّرا، متواضعا، عارفا بأنواع الفروسية، وعنده محبة للفقراء وأرباب الصلاح، وكان سمينا جدا، لا يحمله إلا الجياد من الخيل، وكان ممّن رقّاه الملك الظاهر حقمق، وأمّره عشرة فى أوائل سلطنته، ثم ولّاه نيابة الإسكندرية، وزاده عدّة زيادات على إقطاعه، ثم أنعم عليه بإمرة مائة وتقدمة ألف، عوضا عن الأمير إينال العلائى بحكم انتقاله إلى الأتابكيّة بعد موت