النبوية- على ساكنها أفضل الصلاة والسلام- فى جمادى الآخرة بها، وتولّى إمرة المدينة من بعده زبير بن قيس بن ثابت.
وتوفّى الأمير ناصر الدين محمد الحلبى الحاجب الثانى بحلب المعروف بابن ألتغا، فى يوم السبت سابع عشرين شهر رمضان بالقاهرة، غريبا عن أهله وعياله، وكان أصله من بعض قرى حلب، وترقّى فى الخدم حتى لبس زىّ الجند، وخدم أستادارا عند بعض أعيان حلب، وتموّل، وترقّى بالبذل حتى صار حاجبا ثانيا بحلب، وهو لا يعرف كلمة مركّبة باللغة التركية، ويتلفظ فى كلامه بألفاظ فلاحى القرى إلى أن مات، غير أنه كان مشكور السيرة، كريم النفس- رحمه الله.
وتوفّى القاضى تاج الدين محمد ابن «١» قاضى القضاة جلال الدين عبد الرحمن ابن شيخ الإسلام سراج الدين عمر البلقيني الشافعى فى يوم السبت سابع عشرين «٢» شهر رمضان ودفن من الغد عن ثمان وستين سنة، وخلّف مالا كثيرا، وكان مسيكا بخيلا، وإليه أشار الحافظ بن حجر بقوله [السريع]
مات جلال الدين، قالوا: ابنه ... يخلفه، أو فالأخ الراجح
فقلت: تاج الدين لا لائق ... لمنصب الحكم، ولا صالح
أراد «٣» بتاج الدين هذا فى الأول ثم بالتورية (٤) قاضى القضاة علم الدين صالح البلقني «٤» .