ومات ولم يخلف بعده مثله في القراءات وحسن التأدّى، لا سيما في قراءة المحراب فإنه كان من الأفراد في ذلك، وكان أبوه من مماليك الأمير ألطنبغا الجوبانى نائب دمشق- رحمه الله تعالى.
وتوفّى عظيم الديار المصرية وعالمها ورئيسها كمال الدين أبو المعالى محمد ابن العلّامة القاضى ناصر الدين أبى المعالى محمد ابن القاضى كمال الدين محمد بن عثمان بن عثمان بن محمد بن عبد الرحيم بن هبة الله البارزى «١» الحموى الجهنى الشافعى، كاتب السرّ الشريف بالديار المصرية، وابن كاتب سرّها، وصهر السلطان الملك الظاهر جقمق، بداره بخط الخرّاطين «٢» من القاهرة، فى يوم الأحد سادس عشرين صفر، وحضر السلطان الصلاة عليه بمصلاة المؤمنى، ودفن عند والده بالقرافة الصّغرى تجاه شباك الإمام الشافعى- رضى الله عنه.
سألته عن مولده، فقال: بحماة في ذى الحجة سنة ستّ وتسعين وسبعمائة.
قلت: ونشأ بها تحت كنف والده، وحفظ القرآن العزيز، وصلى التراويح بالناس فى الدّيار المصرية لما قدم مع والده سنة تسع وثمانمائة، ثم عاد مع والده إلى حماة، وحفظ التمييز «٣» فى الفقه، وقرأه على الحافظ برهان الدين إبراهيم الحلبى المعروف بالقوف «٤» .