للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شيخ، وترقّى إلى أن ولى نيابة قلعة صفد، ثم نقل إلى أتابكية صفد، ثم «١» أعيد إلى نيابة قلعتها «٢» ثانيا، إلى أن مات، وكان عارفا مدبّرا سيوسا عاقلا- رحمه الله تعالى.

وتوفّى الإمام العالم العلّامة زين الدّين عمر ابن الأمير سيف الدين قديد القلمطاوى «٣» بمكّة المشرّفة في مجاورته في ثامن «٤» عشر شهر رمضان، وسنّة ثمان وستون سنة، وكان إمام عصره في النحو والعربيّة والتّصريف، وله مشاركة كبيرة في فنون كثيرة، وكان يتزيّا بزىّ الأجناد، ويتقلّل في ملبسه، ولا يتعاظم في أحواله، ويركب الحمار مع عراقته في الرّياسة وتبحّره في العلوم، حتى إنه مات ولم يخلف بعده مثله في علم العربيّة والتّصريف.

وتوفّى الأمير الطواشى زين الدين خشقدم الرّومى اليشبكى «٥» ، مقدم المماليك السّلطانيّة- بطّالا- بداره التي أنشأها بالقرب من قنطرة «٦» طقز دمر خارج القاهرة، فى ليلة الأربعاء ثامن عشر شوال، وسنّه نيف على سبعين سنة، وكان أصله من خدّام الوالد «٧» ، وقدّمه في سنة تسع وتسعين إلى الملك الظّاهر برقوق في جملة خدّام ومماليك، فأنعم به الظاهر على فارس الحاجب، ثم ملكه بعد فارس الأمير يشبك الشّعبانى الأتابكى وأعتقه، ثم اتّصل بعد موت أستاذه بخدمة السلطان، وصار من جملة الجمداريّة الخاص، ثم نقل إلى نيابة المقدم «٨» ، ودام بها سنين إلى أن ولى تقدمة