عمّر وتسلطن الملك الظاهر جقمق، فقرّبه وأنعم عليه بإقطاع هائل، بعد مسك قلمطاى الإسحاقى «١» ، ثم بعد مدة يسيرة أمّره عشرة، ثم زاده زيادات كثيرة، وولّاه «٢» نيابة الإسكندرية، ثم عزله بعد مدّة، وجعله من جملة مقدّمى الألوف بالديار المصرية، فباشر ذلك إلى أن عجز عن الحركة لكبر سنّه واستعفى، فأخرج السلطان إقطاعه لولده المقام الفخرى عثمان زيادة على ما بيده، فلم تطل مدّة ألطنبغا هذا بعد ذلك ومات، وكان عاقلا ديّنا خبيرا عارفا بأنواع الفروسيّة «٣» ، رأسا في لعب الرّمح معلّما فيه، ولهذا كان شهرته بالمعلّم- رحمه الله تعالى.
وتوفّى الأمير سيف الدين برسباى بن عبد الله السّاقى المؤيّدى أحد أمراء العشرات، فى يوم الجمعة سابع عشرين جمادى الأولى، وأنعم السلطان بإمرته على الأمير جانم الظاهرىّ السّاقى «٤» ، وكان برسباى رجلا عاقلا ساكنا حشما وقورا «٥» - رحمه الله تعالى.
وتوفّى الأمير جمال الدين يوسف بن يغمور «٦» نائب قلعة صفد بها في أوائل شعبان، وكان مولده بالقاهرة «٧» ، وتشتّت بالبلاد إلى أن قدم القاهرة بعد موت الملك المؤيّد