للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وثمانمائة، فباشر نيابة غزّة إلى أن سافر «١» صحبة الملك الأشرف برسباى إلى آمد في سنة ست وثلاثين وثمانمائة.

ولما عاد الأشرف من آمد ونزل بمدينة الرّها- وقد «٢» استولى عليها وهى خراب- طلبه الملك الأشرف ليستقرّ في نيابة الرّها «٣» فامتنع، ورمى بسيفه وأغلظ للأشرف فى الكلام، فاستثاط الأشرف غضبا ولم يسعه إلا أن طلب مملوكه قراجا شادّ الشّراب خاناه، وخلع عليه بنيابة الرّها، وقال: «أنا ما يمتثل أوامرى إلا مماليكى» .

وانفضّ الموكب، وذهب إينال هذا إلى مخيّمه، فندم على ما وقع منه، وخوّف عواقب ذلك، فأذعن، وطلبه السلطان في عصر النهار المذكور، وخلع عليه أطلسين متمرّا، ووعده بأن يمده بالسلاح والعليق وغير ذلك، وأنعم عليه بإمرة مائة وتقدمة ألف بالديار المصرية، زيادة على نيابة الرّها، عوضا عن جانبك الحمزاوى المستقر في نيابة غزّة عوضه.

وخرج إينال وهو متغيّر اللون- رأيته لما سلمت عليه- ودام في نيابة الرّها، إلى أن عزله الأشرف عنها بالأمير شاد بك الجكمى ثانى رأس نوبة في يوم الثلاثاء سبع عشرين شوال سنة سبع وثلاثين، واستقدمه إلى القاهرة على إمرة مائة وتقدمة ألف، وهو الإقطاع الذي كان بيده زيادة على نيابة الرّها.

فدام بمصر إلى أن خلع عليه الأشرف في يوم الخميس عاشر رجب سنة أربعين وثمانمائة بنيابة صفد بعد عزل الأمير يونس الركنى الأرغونى الأعور عنها، فاستمر في صفد إلى أن طلبه الملك الظاهر جقمق في سنة ثلاث وأربعين، وأنعم عليه بإمرة مائة وتقدمة ألف بالديار المصرية في صفر السنة المذكورة، وولّى صفد عوضه قانى باى البهلوان أتابك دمشق.